الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح لمعة الاعتقاد
213104 مشاهدة
وجوب حب أصحاب النبي وحب من يحبهم


فمن السنة أننا نتولَّاهم يعني: نعتقد ولايتهم، نواليهم، والموالاة: هي محبتهم، ونصرتهم، واتخاذهم أولياء لنا، فنتولاهم، ونتبرأ من أعدائهم، ونتبرأ ممن تبرأ منهم، ونحذر من يسبهم ويضللهم ويخطئهم، فإن ذلك من الاعتراض على الله تعالى.
محبتهم واجبة؛ وذلك لأنهم يحبون الله تعالى ويحبون رسوله، ومحب المحبوب محبوب، فنحن نحب الله تعالى، ونحب رسوله -صلى الله عليه وسلم- ونحب كذلك من أحب الله ورسوله.
دليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر وواجب علينا أن نحب ما يحبهم الله أن نحب أولياء الله الذين يحبهم الله تعالى، ولا شك أن من أولياء الله الصحابة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فنحبهم ونحب من يحبهم محبتنا لهم محبة قلبية، وليس أنا أدركناهم ولا رأيناهم ولكن نقلت إلينا أخبارهم وعرفنا آثارهم وعرفنا فضائلهم فنحبهم كما أحبهم الله تعالى.
نزل فيهم قول الله تعالى: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ فإذا أحبهم الله فإن كل مؤمن يحب أحباب الله، ونذكر فضائلهم، ومحاسنهم التي ذكرها الله تعالى فنقول: إن الله تعالى أثنى عليهم بأنهم تركوا أموالهم، وبلادهم لله سبحانه تعالى، وأنهم صبروا على اللأواء، وصبروا على الشدة، وصبروا على الأذى في ذات الله، ومن محاسنهم أنهم نصروا الله، ونصروا نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأنهم واسوه بأموالهم، وبأنفسهم، وأنهم فدوه بأنفسهم، ومن محاسنهم أنهم جاهدوا في سبيل الله وحرصوا على إظهار دين الله أظهروه حتى ظهر، ومن محاسنهم أنهم حفظوا الإسلام حفظوا القرآن وبلغوه وحفظوا السنة وبلغوها، وعلموا من جاء بعدهم شريعة الله، فتعلم من جاء بعدهم دين الله تعالى تعلموا الشريعة وتعلموا الأحكام بواسطة هؤلاء الصحابة الذين هم واسطة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين من جاء بعدهم، ولا شك أن من محاسنهم أن الله تعالى أثنى عليهم، فسمى بعضهم السابقين الأولين يعني: السبق إلى الخيرات.
وسماهم المهاجرين والأنصار في مثل قول الله لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ اتبعوه في حال الإعسار اتبعوه في حالة المشقة، اتبعوه في حالة الضرر، وفي حالة الجوع والجهد، ومع ذلك صبروا واحتسبوا -لا شك- أن هذا دليل على فضلهم.
كذلك نذكر فضائلهم التي فضلهم الله تعالى بها، والتي ذكرها لهم نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-.